إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
69291 مشاهدة
خطورة اختلاط الطلاب والطالبات في الدراسة


س 101: وسئل -حفظه الله- في كثير من البلاد الإسلامية يكون تعليم المرحلة الابتدائية مختلطًا بين الطلاب والطالبات في الفصل الواحد، ويقوم بتدريسهم مدرسون ومدرسات، وفى بعض البلاد الإسلامية -ولا سيما القرى- يكون الاختلاط من المرحلة الابتدائية فما فوق حتى الجامعة فما حكم ذلك؟ وما هي آثاره السلبية؟
فأجاب: نحمد الله -تعالى- أن سلمت بلادنا من هذا الاختلاط؛ حيث إن هذه المملكة تحكم الشرع الشريف وتطبق تعاليمه، وقد ورد في الأثر: خير ما للمرأة ألا ترى الرجال ولا يرونها وقد حرم الله -تعالى- على النساء التبرج والسفور أمام الأجانب، كقوله -تعالى- وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ الآية، وقال -تعالى- وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ولما رخص لهن في الصلاة في المسجد قال: وليخرجن تفلات وقال: وشر صفوف النساء أولها ؛ أي: لقربه من الرجال، وذكر أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد .
فإذا كان هذا في الصلاة مع اعتزالهن وبعدهن عن صفوف الرجال وأمرهن بالانصراف قبل الرجال، وكونهن متلففات بمروطهن، فكيف يرخص لهن في الدراسة مع الرجال، ولا شك أن كون الفتاة تتلقى الدراسة مع الفتيان، ولو في صغرها، مما يجرئها على التعرف بالشباب والاحتكاك بهم، ومما يقل به الحياء وتظهر رعونة المرأة وجسارتها، ويكون ذلك جبلة معها يستمر في بقية حياتها، حتى ولو انفصل الاختلاط بعد المرحلة الابتدائية التي لا تتجاوزها إلا بعد اثني عشر سنة من عمرها أو أكثر فإنها في هذا السن تكون مراهقة، وقد تبلغ في السنة العاشرة أو قريبًا منها، وقد قالت عائشة -رضي الله عنها- إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة ؛ أي: قربت من سن النكاح؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنى بعائشة وعمرها تسع سنين .
فإذا كانت هذه المفاسد في المرحلة الابتدائية فكيف بما بعدها، فإن في المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية تكون الفتاة في غاية الشباب وفي غاية الزينة والجمال، تمتد معها الشهوة وتميل إلى الرجال، وهكذا يقال في الفتيان الذين يدرسون معها ويجلسون إلى جانبيها ويحتكون بها، وتتلاقى البشرتان غالبًا، فلا تسأل عما يحصل بينهم من معاكسات ومغازلات وتشمم ونظر، وما بعد ذلك من المواعيد واللقاءات والاجتماعات التي ينتج منها فعل الزنا ومقدماته، والتقبيل واللمس ونحوه، ولكن تلك الدول لا ترى منع هذه الفواحش إذا حصل التراضي بين الطرفين، بل إن المرأة لها الحرية في نفسها، فلا ولاية لأبيها عليها ولا يستطيع منعها مما تختاره، وهذا كله من آثار هذا الاختلاط المبدئي في تلك المدارس وما بعدها، ومن آثار تولي الرجل تدريس النساء مقابلة، والمرأة تدرس الشباب بدون حجاب، فالله الحافظ.